top of page

هدف الله

"حَيٌّ أَنَا يَقُولُ السَّيِّدُ الرَّبُّ ، إِنِّي لاَ أُسَرُّ بِمَوْتِ الشِّرِّيرِ ،

بَلْ بِأَنْ يَرْجِعَ الشِّرِّيرُ عَنْ طَرِيقِهِ وَيَحْيَا."

(الكتاب المقدس - العهد القديم: حزقيال ، الفصل 33 ، الآية 11)    

إن إرادة الله واضحة للغاية ، وهي أن جميع الناس يخلصون ، وإلى معرفة الحق يُقبلون . ولذلك مات يسوع المسيح - ابن الله - من أجل خطايا جميع الناس .

الله يسمح ببعض الألم والمعاناة على هذه الأرض ، حتى ندرك نحن ، عواقب الكبرياء والأنانية التي ستعانيها حياتنا البعيدة عن الله وعن وصاياه . ولكي يظهر لكل عين ، كم الشر الذي جلبه تمرد الشيطان ، وكل من اتبع طريقه ، في هذا العالم . وبذلك ، يدرك الكون بأكمله ، أن الله أمين وعادل ، وأن الشيطان كذاب ، وأنه هو الذي جلب كل هذه المعاناة والخراب في خليقة الله الرائعة . وفي النهاية سوف يتأكد كل ذلك في يوم الدينونة ، حتى لا يكون هناك أي شك في محبة الله وبره .

وفي الوقت نفسه ، يسعى الله إلى تحقيق هدف رجوع الإنسان إلى خالقه ، وإدراك أن السلام والخلاص لا يمكن العثور عليهما إلا مع الله ، وأنه فقط مع الله يكون لوجودنا مستقبل . ويصدق هذا أيضاً في هذه الأيام مع انتشار وباء الفيروس الذي يجتاح العالم حالياً ، وعلى كل ما سيتم حتى نهاية التاريخ وزمن العيش على هذه الأرض . وعليه فإنه ينبغي أن كل ما نواجهه في هذا العالم يقودنا إلى الله ، وبذلك نكون محميين من الهلاك الحتمي ، الذي هو النهاية الأكيدة للحياة بدون الله .

(انظر: "الحياة في الإيمان").

"ألا تعلم أن لطف الله إنما يقتادك إلى التوبة؟"

(الكتاب المقدس - العهد الجديد: رومية ، الفصل 2 ، الآية 4 ب)    

إن الله عادل وكامل في أفعاله . وهذا يعني أن كل إنسان فعل الشرور ، واحتقر الوصايا الإلهية ، ولم يكن مستعداً للرجوع عن أفعاله هذه والتوبة إلى الله ، هذا الإنسان سيطالبه الله بتحمل مسؤولية ذلك . وفي نفس الوقت ، الله صبور جداً وعظيم في النعمة . فلو كان الله يعاقب فوراً كل خطيئة يرتكبها الناس على الأرض ، ما بقي منا أحد على قيد الحياة . لأن مقياس الله للخير والشر ، أعلى بما لا يقاس من مقياسنا .

لكن بدلاً من إدانتنا إلى الأبد ، كما تستحق خطايانا ، يوفر الله لكل إنسان الفرص الكافية للرجوع عن طرق الشر ، والحصول على غفران الله . وهنا نرى مقدار الحب والصبر الذي يظهره الله تجاهنا نحن البشر .

وعليه ، فكل إنسان مدعو للاستفادة من الفرص التي يمنحها الله له ، لكي يطلب السلام مع الله ، ولكي يقدم حياته قدام الله في طهارة ونقاء . وعن طريق قراره الشخصي - سواء بالقبول أو بالرفض - لله وابنه يسوع المسيح ، يحدد الإنسان مصيره الأبدي .

"وَكَمَا وُضِعَ لِلنَّاسِ أَنْ يَمُوتُوا مَرَّةً ثُمَّ بَعْدَ ذَلِكَ الدَّيْنُونَةُ،

هَكَذَا الْمَسِيحُ أَيْضاً،

بَعْدَمَا قُدِّمَ مَرَّةً لِكَيْ يَحْمِلَ خَطَايَا كَثِيرِينَ،

سَيَظْهَرُ ثَانِيَةً بِلاَ خَطِيَّةٍ لِلْخَلاَصِ لِلَّذِينَ يَنْتَظِرُونَهُ. "

(الكتاب المقدس - العهد الجديد: عبرانيين ، الفصل 9 ، الآيات 27-28)    

بعد قيامته من بين الأموات ، صعد يسوع إلى الله في السماء . وكما تنبأ العهد الجديد ، فإن يسوع سوف يعود ثانية من السماء في نهاية الزمان كمَلكٍ وقاضٍ في العالم الآتي ، بقوة ومجد ، كما تنبأت الكتب المقدسة ، ليدين العالم وينقذ جميع الذين نالوا خلاص الله . في ذلك اليوم العظيم ، الذي يسميه الكتاب المقدس "يوم الرب" ، ستحسم المعركة بين الخير والشر إلى الأبد . وبحلول ذلك الوقت ، على أبعد تقدير ، سيدرك العالم كله أن الله موجود وأن يسوع المسيح هو حقاً ابن الله القائم من بين الأموات .

"اطلبوا الرب ما دام يوجد. ادعوه وهو قريب."

(الكتاب المقدس - العهد القديم: إشعياء ، الفصل 55 ، الآية 6)    

الله يدعونا نحن البشر أن لا نؤجل أو نتردد في اتخاذ قرار ، هو الأهم في حياتنا . لأن حياتنا الأرضية قصيرة والوقت الممنوح لكل واحد منا على هذا الكوكب ، محدود . ورغم أنه يوجد الكثير من الطرق ، التي يمكن للإنسان أن يسلكها ، لكن يوجد فقط طريق واحد يؤدي للحياة . ولذلك ، ينبغي على كل من يسمع رسالة الله والخلاص بالإيمان بابنه ، أن يَقبلها .

 وعليه ، فإن يسوع يحذر الناس بشدة من أن يغلقوا قلوبهم أمام الحق بسبب الكبرياء وعدم الإيمان ، أو أن يسمحوا لأنفسهم بالوقوع في غواية الشيطان أو إغراء الخطيئة في هذا العالم ، الأمر الذي يعني الموت ودينونة الله . 

    يقول يسوع المسيح:

"ادْخُلُوا مِنَ الْبَابِ الضَّيِّقِ

لأَنَّهُ وَاسِعٌ الْبَابُ وَرَحْبٌ الطَّرِيقُ الَّذِي يُؤَدِّي إِلَى الْهَلاَكِ

وَكَثِيرُونَ هُمُ الَّذِينَ يَدْخُلُونَ مِنْهُ!

 مَا أَضْيَقَ الْبَابَ وَأَكْرَبَ الطَّرِيقَ الَّذِي يُؤَدِّي إِلَى الْحَيَاةِ

وَقَلِيلُونَ هُمُ الَّذِينَ يَجِدُونَهُ!"

(الكتاب المقدس - العهد الجديد: متى ، الفصل 7 ، الآيتان 13، 14)    

لكن لم تفت الفرصة بعد ، إذ لا يزال يوجد رجاء ! فبينما يحاول الشيطان وجنوده ، بكل قوّتهم ، إبعاد الناس عن الحق الإلهي فيهلكوا إلى الأبد ؛ فإن الله يجهز باستمرار طرقاً لخلاص البشر . ولذلك فإن أي شخص يقبل رسالة الله ، ينال الخلاص بالإيمان بابن الله .

وبالنسبة لكل من تصالح مع الله ، فإن الموت الجسدي لا يمثل النهاية ، بل هو بداية الحياة الخالدة في عالم جديد خالٍ من الآلام والأمراض . كما أن هموم هذا العالم وضيقاته لا تقارن بالمجد الذي ينتظر كل أولئك الذين يضعون كل رجائهم في الله وفي ابنه يسوع المسيح .

"فَإِنَّهُ إِذِ الْمَوْتُ بِإِنْسَانٍ ، بِإِنْسَانٍ أَيْضاً قِيَامَةُ الأَمْوَاتِ.

(...)  آخِرُ عَدُوٍّ يُبْطَلُ هُوَ الْمَوْتُ.  "

(الكتاب المقدس - العهد الجديد: كورنثوس الأولى ، الفصل 15 ، الآيتان 20، 26)    

 

ويؤكد لنا الله أنه في النهاية ، سوف ينتصر الخير ، وأنه سوف يمحو كل شر إلى الأبد. وأن الشيطان وملائكته ، الذين ما زالوا يؤثرون حالياً على الأحداث في هذا العالم ، سوف يلاقون مصيرهم النهائي الذي حدده الله . وعندئذ سوف تنكشف للجميع أكاذيب الشيطان ، التي خدع بها كثيرين ، وقادهم إلى الشر .

وأخيراً سينزع الله الموت الذي ساد على هذه الأرض بسبب الخطيئة . وأخيراً سوف تتم خطة الله واستعادة البر والسلام إلى الأبد .

لقد وعد الله بأن يصنع كل شئ جديداً .

وبعد إزالة كل الشرور وإبعاد الشيطان إلى الأبد ، يبدأ العصر الخالد على الأرض الجديدة ، عصر السلام والشركة الأبدية مع الله خالقنا وأبينا ، لجميع الذين ربحوا الحياة الأبدية ، الذين عاشوا أمناء لله ، مؤمنين بيسوع المسيح . عندها ستُنسى كل مشقات وأحزان هذا العالم إلى الأبد . يا له من وعد رائع للبشرية !

    يقول يسوع المسيح:

"السماء والأرض تزولان ، لكن كلامي لا يزول."

(الكتاب المقدس - العهد الجديد: متى ، الفصل 24 ، الآية 35)    

bottom of page