
نحن نعيش على كوكب يتمتع بجمال أخاذ ، في وسط كون عملاق ، مليء بالعجائب الصغيرة والكبيرة . وأعظم هذه المعجزات هي حياتنا .
ومن ناحية أخرى ، نحن في عالم مليء بالمعاناة والكراهية والموت . وبصرف النظر عن اختلافات العرق أو الجنس أو المنشأ ، فإن البشر جميعاً يشتاقون للسلام والأمن ، ويرنون للصحة ، وإلى حياة تخلو من القلق .
لكن الحقيقة شئ آخر ...
فعلى الرغم من التقدم التقني المتزايد ، فإن الظروف المعيشية على الأرض تزداد صعوبة . فلقد أصبحت الحروب والأزمات العالمية شائعة . وجرائم العنف وغيرها من الجرائم ، التي يتم الإبلاغ عنها جزئياً فقط في الإذاعة والتلفزيون ، تتزايد باطراد ، وكذلك مراقبة السكان . كما أن الفوارق الاجتماعية ، والفجوة بين الفقراء والأغنياء ، تزداد اتساعاً .
ويستمر استغلال البشر والحيوانات دون تغيير ، كما تتدهور الأخلاق والقيم في المجتمع ، خاصة بين الأطفال والشباب . وبينما يزداد الألم والظلم على مستوى العالم ، يتقلص احترام الناس والبيئة أكثر فأكثر . وغالباً ما تكون كرامة الإنسان على الورق فقط .
وهناك الكثير والكثير من الناس يعيشون بلا رجاء ، بل يعيشون في حالة من الخوف والشك وعدم الأمان . ولا يزال البحث عن المعنى وعن الهدف المنطقي في الحياة ، غير ناجح لدى معظم الناس ، ووجودهم فارغ وبدون منظور ، والكثير من الناس يعيشون خوف وشك وعد أمان ، لأن المستقبل ، ومسألة ما إذا كنا سنكون بخير ، تظل غير مؤكدة بالنسبة للكثيرين . وكثيرون يخشون على وجودهم .
كما أن الاستهلاك والترفيه ، يقدم في أحسن الأحوال ، مجرد إشباع مؤقت . كما أن العواقب ، مثل إدمان المخدرات والاكتئاب ، تظهر واضحة في كل مكان بصورة مرعبة . ولقد ارتفع عدد الذين ينتحرون إلى معدل هو أعلى من أي وقت مضى .
كثيرون من البشر يبحثون عن الرجاء
وعن ضمان ثابت لحياتهم .
وظروف الأزمات ، مثل جائحة كورونا ، تُظهر مدى محدودية الأنظمة الأرضية في أوقات الأزمات ، وكيف أنه من السهولة بمكان ، تقليص الحقوق الأساسية والمدنية أو إهدارها . ويفقد الكثير من الناس الثقة بشكل متزايد في الدولة وفي السياسة ، وفي الوقت نفسه يتزايد الاستياء بين قطاعات كبيرة من السكان .
والمدرسة ووسائل الإعلام والعِلم ، والتي يعتبرها الكثيرون معايير معصومة ، صارت تشكل ، إلى حد كبير ، تفكيرنا وحكمنا ورؤيتنا للعالم .
لكن لا المجتمع ولا العلم قادران على تقديم إجابة مشبعة للأسئلة الوجودية لكل إنسان ، ولا يقدمان حلاً نهائياً للمظالم التي لا حصر لها في هذا العالم .
يبدو أن الموت وحده هو الشيء الوحيد المؤكد في هذه الحياة ...
ولكن ماذا لو أن ...
...ماذا لو كانت هناك طريقة للخروج من كل الهموم والمخاوف والاحتياجات التي يعانيها الناس؟
...ماذا لو أن هناك أمل
في القضاء على كل عوز موجود في هذا العالم ؟
...ماذا لو كان يوجد شخص يمكننا أن نضع فيه ثقتنا بالكامل ، ويمكنه أن يعطي حياتنا معنى وأساساً راسخاً لا يزعزعه شئ؟
...ماذا لو أن هناك رجاء لجميع البشر ،
ليعيشوا معاً في سلام ، في عالم يسوده العدل ،
حيث لا معاناة ، ولا عوز ، ولا مرض ، ولا وجع؟
...ماذا لو أن هناك شخص يمكنه أن يرضي تمامًا الشوق الداخلي العميق لكل إنسان للحب والأمن والحياة التي تتحقق من كل النواحي؟
...ماذا لو كان هناك أكثر مما يمكن أن نراه بأعيننا
أو ندركه بعقولنا؟
...ماذا لو أن هناك رجاء لما بعد الموت ؟