هل الله يحب جميع البشر؟
حياتنا ليست صدفة، بل هبة من الله. لقد خلق الله الإنسان كنظير يستطيع أن يمنحه كل محبته. لهذا السبب، يمكننا أن نعرف على وجه اليقين أننا نحن البشر محبوبون بشكل أساسي ومرغوبون من قبل الله. كانت خطة الله لحياتنا هي أن نبقى مرتبطين إلى الأبد بالحب مع خالقنا ونعيش بسعادة وسلام على الأرض. ولكن الإنسان قرر أن يترك الشركة مع الله ويذهب في طريقه الخاص، مما أدى به وبالخليقة كلها إلى الهلاك....
ولكن لأن الله يحبنا نحن البشر، فهو يعرض علينا أن نتصالح معه. ولهذا الغرض أرسل الله ابنه يسوع الذي مات على الصليب من أجل خطايا جميع الناس والذي أقامه الله من الأموات. إذا قبلنا يسوع كربنا ومخلصنا وقمنا بتغيير حياتنا، فإن الله على استعداد ليغفر لنا خطايانا، والتي بسببها نستحق نحن البشر الموت وفقًا لشريعة الله، ويعطينا الحياة الأبدية. من خلال إعطاء ابنه يسوع ليعطي حياتنا مستقبلًا بعد الموت، يُظهر الله مرة أخرى مدى محبته لنا نحن البشر. الله لا يحبنا نحن البشر لأننا محبوبون جدًا أو لأننا نستحق ذلك. الله يحبنا لأن الحب يتوافق مع أعمق كائن الله. علاوة على ذلك، فإن أي شخص يختار أن يعيش مع الله يمكنه أن يختبر شخصيًا محبة الله ورعايته كل يوم. لأن الله أمين ويهتم بالذين يحبونه.
ومن ناحية أخرى، يريدنا الله أن نحبه أيضًا. تظهر محبة الله في الاستعداد لقبول وصايا الله وأوامره والقيام بما يريد الله منا أن نفعله؛ لا على مضض، بل عن بصيرة أن إرادة الله صالحة تمامًا. ومع ذلك، إذا تجاهلنا وصايا الله عمدًا، فإننا نظهر أننا لا نعرف الله ولا نحبه. فالاعتراف بالإيمان وحده لا قيمة له أمام الله...
على الرغم من أن الله يريد أن يخلص جميع الناس، إلا أن الأمر متروك لنا فيما إذا كنا نقبل عطية المصالحة من الله. وأي شخص يقرر بدلاً من ذلك الاستمرار في طريقه بدون الله فهو يدين نفسه وبالتالي يظل مستبعدًا من نعمة الله والحياة الأبدية، ومن ناحية أخرى، أي شخص مستعد أن يثق في الله ويتبع دعوته سيجد... السلام. ويمكنه أيضًا أن يتطلع إلى الحياة الخالدة في العالم الآتي. لقد فعل الله كل شيء ليُظهر للبشرية أنه يحبنا. والآن يتعين علينا أن نستجيب لمحبته بأن نقول "نعم!" ونسمح لأنفسنا بالتصالح مع الله.